
أحمد حروز
أحمد حروز، فنان صويري و منصق جمعية الصويرة موغادور، الجمعية المؤسسة سنة 1992 على يد مستشار جلالة الملك و إبن الطائفة اليهودية الصويرية، آندري آزولاي من أجل الدفع بالتنمية المستدامة بالصويرة. أحمد يدكرنا أنه فتح عيونه بالصويرة مند 63 سنة و هناك يريد إغلاقهم. عن أهمية الملاح، يضيف أحمد.

كطفل إستيقض أحمد كل صباح للذهاب إلى المسجد من أجل موعد صلات الصبح قبل التوجه إلى المدرسة. و في طريقه أو على درج المنزل يلتقي أصدقائه حايم و شلومي في طريقهم للكنيس اليهودي، صلات عطية، مع أبيهم. يتبادلون إبتسامة و من تم تحية. في سرده لنا أحمد يصر على أن "الملاح لم يكن قط حي يهودي على شاكلة الكيطو بل هو محل يقطنه المسلمون و اليهود سواسية كل على مستواه الإجتماعي الصويرة كانت و لازالت مثال للتعايش بين الديانات في تناغم و صداقة و على هذا المنوال تشاركنا الأطراح و الأفراح و الأطراح و الأعراس والأحزان و المسرات كإخوة، بتناغم و صداقة تامتين."


بما أن الملاح كان مركزا ثقافيا و إقتصاديا بالصويرة فهو أيضا حاضنة لزيجات مختلطة بين المسلمين و اليهود على سبيل المثال، الشيء الذي دفع أكثر بالتبادل التجاري و الفني و الصناعي بين المجتمعين المسلم و اليهودي. هنا بالملاح لم نفرق قط بمرجعية دينية، بل التفرقة غالبا ما كانت ذات طابع إقتصادي و إجتماعي، فالملاح كان حاضنة لأسر إلى حد ما متوسطة الدخل بينما أغنياء المدينة قطنو بالقصبة.

يسترسل أحمد حديثه محاولا تذكر بعض حالات الزيجات المختلطة. من بينهم السيد طارق العتماني رئيس جمعية الصويرة موغادور… ”جد السيد طارق كان مسلماً و زوجته المحصنة كانة من الطائفة اليهودية، و قد كان هذا وجه من بين الأوجه المتعددة للتعايش بين الديانات بالصويرة. المواطنين جمعتهم أواسر الوطن بالرغم من إختلاف قبلة الصلات. درب مردوخ كان يعج بالعائلات المختلطة التي تتشارك على الأقل محل السكنى. شارع الملاح و زقاق مردوخ كان يشكلا بيتا واحدا مفتوحا في وجه الجميع, القريب و البعيد. ”


بالإضافة إلى هاته الضواهر المجتمعية المشتركة، هناك إرث مادي و لا مادي كبير تبرز من خلال الموسيقى الأندلسية المسمات بالأندلسيات محليا و الكناوية بالخصوص هنا بالصويرة التي تجمع المغاربة بغض النظر عن إنتمائهم الروحاني أكان يهودي، مسيحيا، أو مسلماً و هذا ما يطبع الهوية الصويرية بالنسبة للسيد حروز. ” مسلم، مسيحي، يهودي، سوفي، افريقي، اسود، ابيض، عربي، أمازيغي و أوروبي فأنت في آحر المطاف مغربي و الموسيقى أندلسيات الأطلس تجمع الكل معاً ليغني على نفس النغمة و لا يتبادلون المقاطع فالكل يغني للكل و هذا ما يبرز مغربيتهم الفريدة لككل."

عبرحديته و قصصه، يرسم لنا أحمد صورة جميلة عن مجتمع صويري، موغادوري، متعدد الأعراق تتبادل أطراف الحديث عبر أزقة و دروب الحي اليهودي بإختلاف التوجه الديني و العرقي للساكنته، فالملاح لم يحتضن الإختلاف فقط بل أعطاه فرصة للبروز و إبداع الجمال.
هذا و المزيد من القصص و الأمثلة نستصيغها من ذاكرة السيدة مليكة، سيدة مسلمة أخدت على عاتقها العناية اليومية بمعبد حيم بينتو كي يبقى قبلة مشرقة للزائر و المتعبد.

مليكة
السيدة مليكة ترعرعت بالملاح في بيت مشترك. أخدت على عاتقها العناية بمعبد "صلات ريببي حايم پينتو" بعد ما توفي أبوها، الذي خدم العناية بالمعبد لمدة من قبل حتى العام 2000. مليكة لاحضت إرتفاع تدريجي في الإهتمام بالمعبد من طرف السياح الأجانب و المغاربة على حد سواء، و هي سعيدة بستقبال الزائرين يومياً و مشاركة قصص المعبد و الولي الصالح حايم پينتو و بيته الذي لم يطله لحسن الحض إتلاف، بل حافض على هيكله و صيغته الأصليتين.
للعائلة السيدة مليكة علاقة خاصة بالثرات اليهودي بالصويرة كونها لها صداقات مع عائلات يهودية غادرت الملاح ولكن لازالت على إتصال بحكم ترعرعها بالملاح، فإبن السيدة مليكة يهتم بترميم و أعمال الصيانة الدورية للمقبرتين اليهوديتين خارج صور المدينة. عندما ترعرعت مليكة بالملاح، كان نسبة الساكنة الكبيرة من الطائفة اليهودية و إشتراك المنازل بين عائلات من ديانة مختلفة كان شيئاً سائداً و عادي جداً أن تختلط و تتعرف على الديانة الأخرى.

تتدكر مليكة أيام رخاء و زهاء الصويرة و بما أن للطائفة اليهودية علاقات خارجية كان لهم إسهام محترم إن لم يكن الأكبر في إقتصاد الصويرة حينها. من بين الأشطة التي زاولها اليهود الموغادوريون، صناعة الجلد، بناء القوارب و السفن، البناء و الصناعات الغدائية.

على غرار السيد أحمد، السيدة مليكة تفتح لنا باب من الذاكرة الصويرية لم يكن يعار لدين الفرد أهمية كبرى، فهو أمر روحاني و حميمي بين الخلق و خالقه، فلم تسمع قط أحدا ينادي شخصا يا يهودي أو يا مسلم أو يا أمازيغي. عندما كنا صغارا لم ننطق بالكلمة إبن اليهودي كمسلمين، و كنا نستعمل الأسامي، أكيد أن للسامي طابع خاص مما يضيف إلى تنوعنا. و بنا أني كبرت بمنزل مشترك، فأمي قامت بإرضاع أطفال يهود عديد المرات حينما كانت خالتي اليهودية تخرج للحمام أو للتبضع. و بهذا طرأ الكثيت من الإختلاط بين العائلات فيما هم معترف علية بالثقافة المغربية بأخوة الرضاعة.

طرق التلاحم بين الجيران كانت متعددة و كثيرة ولكن منا نقول الأك و الحفلات هم قرب الطرق للصداقة. كنا ننتضر بفارغ الصبر الوليمة المقبلة و حفلات الأعراس و المناسبات الدينية كانت خير مثال على ذلك. حتى في مشاركة الأكل، في ما يسمى بالمغرب بحق الجار، كنا نحترم طبيعة غداء الجيران فكنا نحترم الكوشر و اليهود يحترمون الحلال. فمثلا حينما نستقبل أكلاً من جارنا اليهودي، لا نغسل الطبق حتى يتسنى لهم ان يغسلوه على الطريقة التي تحترم نصام الغداء الكوشر عند أحبابنا اليهود.

بالرغم من أعمال الهدم المستمرة على مدة عقدين من الزمن بنواحي الملاح إلا أن معبد رابين حايم پينتو لازال شامخاً في وجه الخراب كعلامة و مرجع يذكرنا لأزيد من مئتين سنة مند بنائه بتعددية و سماحة الصويرة، المعبد الذي حافض على صبغته و بنايته الأصليتين على مر قرنين من الزمن. في قديم الزمان كان الشارع المسمى آنذاك بمواز يعج بالصناع الذين أتتو الشارع بأبها الإبداعات بالمقارنة مع أزقته الشبه مهجورة اليوم فلا يتواجد إلا حلاق و خراز و حانوت عطارة. السيدة مليكة تتأسف ليس فقط على ما يضيع من بنيان ولكن على ما يضيع من أشياء لا يعاد صنعها اليوم كمثال الزليج البلدي و الرواج اليومي بالملاح؛ أشياء تروح بلا عودة.

بالرغم من التخريب الذي يهدد نسيج المباني بالملاح فهناك إهتمام متزايد بالثقافة اليهودية المغربية يومياً و السيدة مليكة تؤكد لنا أنه بالسنوات الأحيرة و بالضبط الأربع سنوات الأخيرة هناك أعداد متزايدة من الشباب المهتم بهذا الثرات. العديد من الشباب هم طلاب جامعيين، و الذين يتجاوز إهتمامهم البنايات ولكن هناك فضول متزايد حول التعرف على تاريخ التعايش الطويل بين المغاربة اليهود و المسلمين على أرض موغادور. هناك إهتمام متزايد و أرى بأن المستقبل زاهر إنشاء الله.
إطلع على مزيد من قصص الحي اليهودي الصويرة، موغادور، المغرب من خلال إكتشاف من غادر، من مكث. وجولة حول الملاح
شكر خاص لمؤسسة دايفيد بورغ (David Berg Foundation) على دعمهم السخي للوقف اليهودي التي جعلت من مهمة التوثيق للهذا المكان الخاص مهمة ممكنة
مئات المواقع الثراتية اليهودية عبر العالم في خطر التلاشي و الزوال للأبد، إلى أنه بهبتك ممكن تغير المجرى و خلق الفارق لهذه المواقع التي لا يمكن الإستغناء عنها أو تعويضها. تعرف على المزيد و ضم مجهودك لمجهوداتنا للحماية هذه المواقع




