
المقبرة اليهودية يتوسطها ضريح رابي حيم بينتو
قبل دخول الملاح، خارج صور المدينة القديمة يتواجد بعض العلامات المهمة في تاريخ الطائفة اليهودية الموغادورية، الصويرة، المقبرتين اليهوديتين. من خلال حجم المقبرتين نستنتج مدى أهمية و حجم الطائفة اليهودية بالصويرة. بالمقبرة الجديدة يوجد قبر يرجع تاريخه لسنة 2010
المقبرة القديمة من جهة المحيط الأطلسي أستعملت حتى القرن التامن عشر و حينما زاد تعداد الطائفة اليهودية كان لازما من تدشين مقبرة تانية. من بين القامات المدفونة بهذه المقبرة و الشخصيات التي ساهمة في الحياة اليهودية بالصوريرة، موغدور، هناك يرقد الصديق رابي حايم بينتو المحترم

آشر كنافو، الحفيد لحاخام المعبد صلات القهال بزنقة الملاح، ربي كنافو، في صدد الإشتغال على نسخ النقوش على صفائح شواهد القبور بالمقبرة اليهودية المصممة من قبل المرحوم داڢيد القايم، واحد من القامات المهمة في تاريخ اليهود الموغادوريين، شاعر و فنان نقش على الحجر. القايم لم يكن فقط حاخام مهم ولكن أيضاً فنان معروف بتدوينه و زخرفته للكتوبا، عقود الزواج اليهودية. القايم كتب شعره بالعبرية عقود قبل إنشاء إسرائيل و إعادة حياء العبرية. بعض من أشعاره يوجد فوق شواهد القبور بالمقبرة اليهودية. بالنسبة لسيدني قرقوز، القايم من بين أهم الشعار بالحياة اليهودية، و يعترف بشعره يوما بعد يوم في الحياة العبرية، بالخصوص كتاباته حول العلاقات بين المغرب و فلسطين و الأرض الموعودة

باب الملاح
نأتي إلى البوابة الرئيسية للمدينة القديمة للصويرة و بعد الولوج على اليمين يتموقع باب الملاح شامخاً و الذي يؤدي للحي اليهودي و اليوم هو مدخل إلى إكتشاف ماضي الطائفة اليهودية بالصويرة و واقع الحي اليهودي اليوم. صار الملاح حاضنة للطائفة اليهودية بالقرن 18، عندما جعل السلطان سيدي محمد بن عبدالله الصويرة ميناء تجاري و صناعي مهم آنذاك بالمغرب. دشن المدينة النمودجية و جلب تجار للقيام بالتجارة و التشاور نيابةً عنه مع أوربا بإسمه و من بين العالات المستقدمة عشرعائلات يهودية دات سمعة طيبة مع الأوربيين حينها. هؤلاء التجار عرفو بعدها بتجار السلطان و في غالب الأحيان أسكنهم السلطان بالقصبة بالحي المركزي.
لقد كان العديد من يهود يقطنون المغرب على صعيد المملكة و في جميع أرجاء المغرب آنداك، سواءً بين القبائل الأمازيغية أو اليهود السفرديم المرحلون من شبه الجزيرة الإيبيرية الذين هربو طلباً للأمان بعد هزيمة المورسكيين و تهجيرهم من الأندلس بالقرن 15.
هنا نحن على وشك ولوج ما يطلق عليه الملاح اليوم, كحي مخصص للطائفة اليهودية. أسس الملاح في بدايات القرن 19 لإحتضان الطائفة اليهودية بعدما شبت بعض الصراعات بين الطائفتين المسلمة و اليهودية في بعض الأحيان بما يسمى الملاح القديم، مما جعل بناء الحي اليهودي ضروريا و الذي خصص بالأساس للطائفة اليهودية

(درب الملاح، (درب مواز سابقاً
عند دخول باب الملاح نبدء طريقنا بدرب الملاح، المعروف سابقا بدرب مواز، و هم الزقاق الرئيسي بالحي اليهودي، الملاح. الشارع يمر عبر برج الملاح، و هو برج للمراقبة و حماية المدين القديم من جانب الملاح و يكمل الشارع طريقه عبر أسوار المدينة البحري حتى ساحة الطارا. ككل المدن المغربية الملاح و باقي أجزاء المدينة محدودة ببوابات للحماية و لتحديد المراكز، كذلك هو الحال لملاح الصويرة.

مصنع مشروب الماحية (مهدمة)
للأسف من بين آوائل المحلات التي كنت تجدها سابقاً، و سقطت، بعد دخولك باب الملاح بالصويرة مصنع يقطر مشروب التين، كرموس، معروف بالمغرب بالماحية. ماحية هي طرجمة لماء الحياة ءءءءء بالفرنسية و هو شراب مخمر تقليديا مصنوع من التمر أو التين و حبة الأنيس، و هي من بين أيقونات المشروبات المغربية و خاصةً بالوسط اليهودي.
مصنع الماحية من بين الماقع التي من الصعب أو من المستحيل تحديد مكانها. فيما أن أغلبية المعابد بالصويرة عبارة عن بيوت صلات بسيطة في بيوت الأشخاص و العائلات مخصصة للناس للصلات و يحملون تسميات الأفراد. مباشرةً بعد ولوج باب الملاح و خلف بائع الأماك المقلية التاريخي يتموقع كنيس صلات بن جبلي مباشرةً على مدخل درب ميسي.
العديد من المعابد يحملون عدة أسماء فيتغير الإسم بعد تغير الحاخام المتزعم للصلات بعد توفي الحاخام أو تغييره للضرف ما.

منزل الحي، (سابقاً بناية التلمود توراه)
بعد بضعة متار من بقعة مصنع الماحية يوجد بناية كبيرة، ذات بنيان غير مبهرج، بناية تستعمل اليوم من طرف جمعيات محلية من الصويرة، و التي كانت سابقاً تحتضن دراس التورات و أطفال الحي.
داڢيد بوهادانا، من بين السكان السابقيين للحي اليهودي، ملاه، في سنوات الستينات من القرن الماضي يوضح لنا كيف أن مدرسة التلمود تورات قدمت خدمة للساكنة الملاح، فلقد أستخدم الطابق السفلي كحضانة للأطفال و مطعم للفقراء من اليهود و المسلمين سواسيةً حينها حيت يجمع مساعدات للفقراء أيضاً من أساسيات كالدقيق و الزيت و السكر بالإضافة للدور التعليمي. و لقد ضلت التلمود تورات تقوم بهذا العمل حتى أواخر الستينات حيث صار ضرورياً ن تقفل بالنضر للضروف حينها حيث أن أغلبيت اليهود هاجرو بالسبعينات و قليل من العائلات اليهودية ضلت بالملاح. في سنة 1967 ثم ترميم البناية و تسليمها بشكل رسمي و تفويضها للسلطات الرسمية. اليوم البناية تشكل مركز لإيواء الجمعيات المحلية و روضة أطفال.

منطقة مهدمة
بالإستمرارعلى زقاق الملاح، درب مواز سابقاً، تلحض سوراً غير إعتيادي خلفه منطقة فارغة تماماً و بعض الأطلال مما يدل على أن المنطقة تعرضت للتهديم مؤخرا. السور يتخلله في عديد الأحيان ثقوب تمكنك من رؤية و إكتشاف الأطلال و البنايات المحيطة بالمنطقة المهدمة فلا يفصلها عن شارع الزرقطوني إلا واجهة بناية مهدمة. كما هو المثال بالنسبة لمصنع الماحية كثير من الثرات المادي للمركز الملاح فقد للأبد و ما تبقى من بنايات هي مهددة بشكل يومي و بذلك الثرات اليهودي المغربي عامةً و الصويري خاصةً و بنيان الملاح مهدد دائماً بالتدمير.

معبد و كنيس الحاخام ربي حايم پينتو
بعد المنطقة التي تم تهديمها يتواجد كنيس و بيت قامة و ربما أكبر القامات بالثرات اليهودي الصويري و أشهرهم عالمياً على الإطلاق، ربي حايم پينتو.
يعتبر الحاخام حاييم بينتو (1748-1845) من ،تزاديكيم، والي صالح بالحياة اليهودية و تجلب هيلولته، دكرى وفاته، 26 أيلول (التاريخ يقع بين أغسطس وأكتوبر في التقويم الميلادي) آلاف اليهود من أرجاء العالم للإحتفال و التدرع و الترحم على الولي الصالح رحمات الله عليه.
خارج الكنيس تتواجد لافتة توجه الناس إلى بيت الولي الصالح المتواجد بزقاق صغير مفتوح على زنقة الملاح.

كنيس صلات القهال
على بعد بضعة أمتار من كنيس حايم پينتو بإتجاه المركز نحو ساحة الطارا يتواجد كنيس آخر، كنيس صلات القهال. فعلى عكس أغلبية باقي المعابد بالصويرة التي كانت بنايتها هبة من عائلة أو شخص, فصلات القهال ساهم العديد من أفراد المجتمع اليهودي في تغطية تكاليف بنائه، مما جعله معبدًا للمجتمع و الطائفة ا ليهودية بإمتياز. لقد تم بناؤه على مساحة تتمركز زنقة الملاح على خمسة أقواس تؤدي إلى شارع الملاح سابقاً زنقة مواز وكان يتزعم الصلات بمعبد صلات القهال جد آشر كنافو.
صلات القهال كان في حالة صعبة إلى حين إعادة ترميمه بمساعدة هبات و ثم إفتتاحه للمرة التانية في العام 2017. لقد ثم إفتتاحه من جديد مع معرض للصور الفوتوغرافية على جنب توثق لبعض من الحياة اليهودية بالملاح.

ورشة نجارة عبدالمجيد البحراوي
بالإستمرار على زنقة الملاح على اليسار يتواجد ورشة السيد عبد المجيد للنجارة و النقش على خشب العرعار.
"نقش العرعار يعتبر من من الفنون و الصناعة التقليدية الصويرية التي لها علاقة بالجالية اليهودية المغربية القادمة من سوريا و الشام." "لقد شكل اليهود حلقة الوصل بين الأمازيغ بالمغرب الأقصى و الشام من قبل الجاليات العربية الملتحقة فيما بعد فاليهود كانو قد زارو المغرب من قبل و شكلو قبائل بجانب اليهود. و بالتالي فقد وقع إنسجام بين الصناعة المشرقي و الحرفية و ماد العرعار بالمغرب فأنتج هذا الفن، فن نقش العرعار." "أتدكر عديد اليهود هنا بالملاح و قد كان لهم كل أنواع الورشات من خياطة و نجارة و حلي و ما إلى ذلك."

من بين العناصر المهمة فالمعمار الصويري هو إستعمال حجر المنجور و هو صخر رملي يستعمل للبناء و كذلك تزين البنايات و البوابات النوافد و الأبراج و غيرها بالصويرة. مع تمعين النضر في عديد النقوش الحجرية، و بالخصوص البيبان، يلحض نقوش خاصة مزينة للواجهات و بالخصوص حجر أساس يسمى القفل، يتوسط الباب. من بين عديد النقوش الشائعة، حذاء الحصان، أوراق الزيتون، الورود، الصدف البحري، و في عديد الأحيان بالخصوص بالملاح نجمة سداسية أو نجمة خاتم سيدنا داوود.
بالنظر لحجم و أهمية الطائفة اليهودية بالصويرة يمكن تحليل تواجد نجمة داوود التي تحمل دلالات بالتقاف اليهودية على أنها إشارة على التواجد اليهودي بالصويرة و توجه الساكنة الديني لما يلعبه الإيحاء بالثقافة و المعمار المغربيتين. هناك أيضاً العديد من المنازل التي تتزين بزكارش دات صلة بالإسلام كبركة محمد أو الهلال.
بالرغم من أن إستعمال النجمة السداسية يعتبر جديد في الثقافة اليهودية بعدما أعتمدت من طرف الحركة الصهيونية، إلا ن للنجمة السداسية جدور عميقة بالمغرب، فلقد أستعملت في العلم المغربي عديد المرات كما استخدمت لتزيين النقود و الوثائق المغربية مند القدم.
وبناءً على هذا، و في غياب شبه تام لمراجع تؤكد الضاهرة، يصعب تحليل المعنى الحقيقي وراء التواجد المكثف للنجمة السداسية بالصويرة. فحتى بين الساكنة المحلية هنا من يراها على أنها دليل على الهوية اليهودية و هناك من يراها على أنها عنصر تزيني محض.

ساحة طارا
زنقة الملاح تنتهي في ساحة الطارة. اليوم هي عبارة عن ساحة صغيرة مشمشة غالب اليوم و تحتضن بعض المطاعم و المقاهي. المقيم السابق السيد داڢيد بوحدانا يتذكر الساحة فالستينيات من القرن الفارط حين كانت تستقطب الفلاحين من القبائل المجاورة الذين يعرضون بضاعتهم من حليب و بيض و خضر موسمية و زبدة حتى الساعة الخامس مساءً. و كان هناء أيضاً بساحة الطارا كنيس و معبد يهودي، صلات الطارا، و المعروف أيضا بصلات ربي عياد، بزاوية الساحة في تقاطع شارع سيدي محمد بن عبدالله.
إطلع على مزيد من القصص من الحي اليهودي الصويرة، موغادور، المغرب من خلال إكتشاف. من غادر، من مكث. وجولة حول الملاح
شكر خاص لمؤسسة دايفيد بورغ (David Berg Foundation) على دعمهم السخي للوقف اليهودي التي جعلت من مهمة التوثيق للهذا المكان الخاص مهمة ممكنة.
مئات المواقع الثراتية اليهودية عبر العالم في خطر التلاشي و الزوال للأبد، إلى أنه بهبتك ممكن تغير المجرى و خلق الفارق لهذه المواقع التي لا يمكن الإستغناء عنها أو تعويضها. تعرف على المزيد و ضم مجهودك لمجهوداتنا للحماية هذه المواقع.




